الوطن الذي نريد

لطالما راودتني فكرة السفر .. الهجرة .. آلإستقرار في وطن آخر غير هذا الوطن.. و لطالما أطفأت نار هذه الفكرة و أنا أردد في خاطري .. تتخلى عن وطنك ؟ .. وأرد في الحين .. وطني الذي تخلى عني وأنا في أشد الحاجة إليه.
تتخلى عن أحلامك التي لطالما رسمتها و تفننت في ذلك على جدران الوطن كما يرسم الطفل على الرمل؟ .. ثم أدمدم مجيبا بصوت تخالجه نبرة استهزاء .. وأي أحلام تركوها لنا؟
لماذا السفر؟ .. لماذا البعد؟
لأن الوطن الذي حلمنا به و رسمنا معالمه في مخيلاتنا الصغيرة .. و قرأنا عنه في مقرراتنا الدراسية .. و تغزلنا في حنانه ليس كهذا الذي نحيا فيه الآن.. ليس هذا هو الوطن الذي نريد .
فالذي نريد وطن ..
يُحترم المواطن فيه لأنه مواطن لا لمجرد أنه يتحدث لغة أجنبية .
إذا عارضت مسؤولا فيه لا تُتهم بأنك تعارض الوطن نفسه .
وطن يُعامل فيه الناس بمساواة .. ابن الفقير مثل ابن الوزير .
لا يوجد في قاموسه – واش عرفتي معامن تتهضر – أو – سير أولا غادي نغبرك - .
ينهج سياسة فليتنافس المتنافسون بدلا من سياسة باك صاحبي .
يُنظر فيه إلى المؤهلات و الكفأت لا إلى الأسماء العائلية .
شفي من عقدة – المقدم . القايد و أعوان السلطة -.
الوطن الذي نريد .. وطن لكل المغاربة ليس فقط لعائلة بعينها.
 “أتعرفين ما هو الوطن يا صفية ؟
..الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.”