حوار مع صديقي المعطل


صعب أن تكون بلا عمل .. لست مختاراً بل مجبراً على ذلك ، و الأصعب أن يكون هذا بعد أن قضيت زهرة شبابك في الدراسة و الكد و الجهد .. بعد سنوات طويلة و قاسية من التحصيل تمني النفس بوظيفة تجعلك تحس أن جهدك لم يذهب سداً .
صعب أن تقف مكتوف اليدين لتشاهد زهور شبابك تنتزع واحدة تلو الأخرى يوم بعد يوم ليحل محلها شوك البطالة و العطالة .. و الأصعب أن ترى أحلامك تتبخر بسبب شخص نكرة في ساحة العلم ليس له شهادات سوى شهادة الإزدياد بها و بالخط العريض إسم عائلي على شاكلة الفاسي أو الفهري .
أطرق صديقي المعطل هنيهة ثم رفع رأسه نحوى وواصل قائلا :
' قريت حتى نسيت انا
وناديت حتى بحيت انا
قريت بالشمعة تال الفجر و راه داز العمر
مرة نطيح و مرة نعثر مبقالي صبر
واش قرينا باش نقطعوا البحر !؟
و البراني علينا يحجر '
إغرورقت عيناه بالدموع .. حاول إخفاء ذلك ، إعتذر لي مبتسما و قال إن عليه الذهاب فموعد المسيرة و إعتصام المعطلين قد إقترب ثم إنصرف .
قبل أن يصعد إلى الحافلة  إلتفت وكأنه نسي أن يقول لي شيئ مهم .. رفع يده في الهواء ولاح لي بإشارات عرفت منه بعد ذلك في المستشفى أنها كانت شارة النصر وأن كلماته السابقة كانت لأغنية لمجوعة السهام.
السلام !