رتابة .. و قرار تغير


أكره الرتابة .. أمقت العيش على نغمة واحدة .
لكن هذا ما وجدتني أصنعه منذ مذة .. لماذا !؟ لا أعلم ..
أجلس في نفس المقهى .. أطلب نفس نوع القهوى .. أسمع أغاني مملة لا يعجبني جل كلماتها .. و مع ذلك لازلت أسمعها .. أسمعها حتى و ٱنا أكتب هذه الكلمات.
نفس الكتاب أطالعه منذ أسبوعين تقريبا .. نفس الوجوه من حولى مهما إختلف لون بشرتها أو عدد تجاعيدها إلا ٱني لا أرى أمامي إلا وجه واحد بملامح بالية ٬ عابسة .. لا توحي بشيء سوى بشعور " الجوع "! .. جوع إنساني .. جوع فكري .. أخلاقي .. إقتصادي .. جوع جنسي .. حتى صرت مؤمن أن هذا الشعور ـ الجوع ـ هو حقا من يحكم العالم.. تبا !
كانت هذه كلمات قد كتبتها منذ مدة..
نعم منذ مدة و أنا أتخبط في هذا الروتين الممل.
المكان : أمام باب غرفتي .
الزمان : اليوم ٬ التاسعة و نصف صباحا،
أُخبرت أنني قد قررت التغير.. أُخبرت لأني لا أعرف صاحب ذلك الصوت الذي يخبرنا أن عقلنا قد قرر شيء لنا .. ربما هو لمجموعة من الخلايا العصبية المشاكسة من يعرف؟
قررت التغير و الثورة على نفسي!
ـ سأمسح كل تلك الملفات الصوتية من على حاسوبي و هاتفي النقال .
ـ سأحدف كل قنواتهم الرسمية .. مللت مسرحيتهم المملة التي ضعنا وسط فصولها : سؤال السيد النائم و جوان معالي الوزير .. و من بعد !! الله أعلم.
سأمسحها جميعا لأنها تذكرني بخيبة وزير شاب .. أقسم و ووعد و أخلف.
ـ سأمزق جرائدهم .. كتبهم التي أبلغ ما فيها بياضها.. سأمت إنبطاحهم مللت ركوعهم و سجودهم لغير خالقهم .
مادامت لنا هذه الإمكانية فلما لا نجربها مرة مرة؟ لا خوف من الجديد .. فالجديد دائما يحمل جديدا.
خلاصة تدوينتي :
من الحكمة أن نقف أحيانا لنتنفس خارج هذا الكم الهائل من تفاصيل حياتنا اليومية .. نقف لنفكر و نأخد موقف أو مواقف نرجع من خلالها لحياتنا معناها.