خواطر شهر تدريب في مصلحة للأمراض النفسية


آكبر و أهم بل أعظم درس تعلمته خلال تدريبي في مصلحة الأمراض النفسية.. أن آعذر الناس، أن أعذرهم ولا أحكم على أحد منهم مجردا من ظروفه.. أن أدع الناس لرب الناس هو وحده من يعلم أحوالها!
_________________

وحشة الألم أنك تتألم.. ولا تدري ما يؤلمك.. أن يسلمك الألم إلى الصمت.. ليحملك الصمت إلى مساحات أخرى جديدة.. يكوف الكلام عنها وفيها شيئًا سخيفًا..
_____________________

بدأ ينطوي و إعتزل الناس.. قالوا هذا من تقواه!!
أطال لحيته وكل شعر رأسه.. قالوا "أحسنت فهذا من السنة.."
أهمل ملابسه ونظافته.. قالوا والله لهذا هو الزهد..
وعندما إنتحر.. الكل قال "مثواه النار و بئس المصير" ..
ولم يعلم أحد أنه كان......... الإكتئاب.
الرحمة لكل مكتئب قتله مرضه..
____________________________

التهكم على معتقدات الأخر.. غالبا ما تكون مجرد صيغة أخرى لــ " هيييه! أنا هنا.. مابكم لا تروني !؟"
_______________________________________

فرق كبير نسبيا بين الرسائل الحسية و الأشياء المحسوسة.. فما نستشعره بحواسنا و ما يتبادى لنا نحن عن "الأشياء" ليست هي "الأشياء" في جوهرها او كما توجد في الأصل.. ترى كيف هو الوجود في الحقيقة!؟
___________________________________

كل شيء نسبي؛ لا شيء مطلق هنا على هذه الرقعة الضيقة جدا من الكون.. حتى الصداقة!
_______________________________

لقد عزمت ألا أحتقر إنسانا بالغا ما بلغ من الحقارة .. فهو حصيلة ظروف صنعت خيره و شره .
بداخل كل واحد منا ألم .. صرخة .. قصة لربما سعيدة أو تعيسة .. فإرحموا ضعف إخوانكم و إلتمسوا لأفعالهم الأعذار .. و أنذل الناس قد يكون له منطق في أفعاله .. منطق قد يسمو على منطق النبلاء الذين يقرؤون لأعتى العقول و يمدون أقدامهم على وهج المدافئ و يتثاءبون وهم يكتبون بإشمئزاز : سافل .. وغد .. منحط .. لا أحبه.