خواطر شهر تدريب في مصلحة للأمراض النفسية


آكبر و أهم بل أعظم درس تعلمته خلال تدريبي في مصلحة الأمراض النفسية.. أن آعذر الناس، أن أعذرهم ولا أحكم على أحد منهم مجردا من ظروفه.. أن أدع الناس لرب الناس هو وحده من يعلم أحوالها!
_________________

وحشة الألم أنك تتألم.. ولا تدري ما يؤلمك.. أن يسلمك الألم إلى الصمت.. ليحملك الصمت إلى مساحات أخرى جديدة.. يكوف الكلام عنها وفيها شيئًا سخيفًا..
_____________________

بدأ ينطوي و إعتزل الناس.. قالوا هذا من تقواه!!
أطال لحيته وكل شعر رأسه.. قالوا "أحسنت فهذا من السنة.."
أهمل ملابسه ونظافته.. قالوا والله لهذا هو الزهد..
وعندما إنتحر.. الكل قال "مثواه النار و بئس المصير" ..
ولم يعلم أحد أنه كان......... الإكتئاب.
الرحمة لكل مكتئب قتله مرضه..
____________________________

التهكم على معتقدات الأخر.. غالبا ما تكون مجرد صيغة أخرى لــ " هيييه! أنا هنا.. مابكم لا تروني !؟"
_______________________________________

فرق كبير نسبيا بين الرسائل الحسية و الأشياء المحسوسة.. فما نستشعره بحواسنا و ما يتبادى لنا نحن عن "الأشياء" ليست هي "الأشياء" في جوهرها او كما توجد في الأصل.. ترى كيف هو الوجود في الحقيقة!؟
___________________________________

كل شيء نسبي؛ لا شيء مطلق هنا على هذه الرقعة الضيقة جدا من الكون.. حتى الصداقة!
_______________________________

لقد عزمت ألا أحتقر إنسانا بالغا ما بلغ من الحقارة .. فهو حصيلة ظروف صنعت خيره و شره .
بداخل كل واحد منا ألم .. صرخة .. قصة لربما سعيدة أو تعيسة .. فإرحموا ضعف إخوانكم و إلتمسوا لأفعالهم الأعذار .. و أنذل الناس قد يكون له منطق في أفعاله .. منطق قد يسمو على منطق النبلاء الذين يقرؤون لأعتى العقول و يمدون أقدامهم على وهج المدافئ و يتثاءبون وهم يكتبون بإشمئزاز : سافل .. وغد .. منحط .. لا أحبه.

إلى متى؟

أشيائهم و تخلصنا منها..
هداياهم و وزعناها..
رسائلهم ومزقناها.. 
ذاكرتنا و منعناها من التشابك بهم..
حدادهم و لبسناه..
إلى متى؟



الفيس بوك.


تغيب لأسبوع أو لأسبوعين لتعود و تطل من نافدة جدارك على هذا الهباب الأزرق.. لا شيء تغير.. كل ما في الأمر أن الأشياء إزدادت بذاءة فوق ما كانت عليه.
الكبت المنفجر على وزن "الجميلات هن.. " يملأ المكان، أصحاب الأذواق العليلة لا يزال تعليقهم هو نفسه على منشورات "لمثقفات" أصبحن يحترفن فعل البغاء الأدبي: "مبدعة ماشاء الله".
منذ أيام فقط بدأت أعتقد أمرا لكن كان يخالجني فيه بعض الشك .. اليوم هذا الشك إستحال يقينا .. هناك من أضحى يعتقد تمام الإعتقاد أنه أصل الحكاية .. البداية منه و إليه المنتهى ، جميع من حوله جمهور وهو البطل .. هو وحده : يأمر ، ينهى ، ويمسح و يبلوكي .. حتى آمن أن الكل يحبس أنفاسه و ينتظر قرارا من قرارته العبيطة و أن مصير المعمور رهين بالأفكار التي ستنبثق من دماغه البادي للعيان أنه أجوف متحجر و أقسى من صخور الرحامنة.
تتملكني أكثر من مرة في اليوم الواحد رغبة قاهرة في الصراخ بنبرة قذافية : من أنت؟ مثله كمثل الديك الذي صدق أن الشمس لا تشرق إلا بصياحه .. فظن أن كل أخبار حركته و سكونه معلومة مهمة سيتواضع ويطلعنا بها.
نفاق وبلا بلا بلا و نقاشات عقيمة و عياقة و بلا بلا و جنس مادي و معنوي و فكري.
أروني موقفا أشد بذاءة من مَن حسب أن لا نضال سيستقيم عوده دون أن يغترف كلماته من حثالة المصطلحات .. من ظن أن التحرر مقزم في تحرر لسانه من مفردات الجمال و خلقه من جميل الخصال .. القبح لا ينتج جمالا .. و الذوق العليل ينفر أكثر ما يجمع .. وكل دعوة تغير خاصمت الأخلاق و وأهملت الذوق السليم تبقى دعوة عرجاء لتغيير أعمى.
سمعت أن تويتر أحسن؟

لا انتظارات .. لا خيبات أمل

اهجر الناس و اعتزل الحياة معهم لفترة .. حاسب نفسك، راقب خواطرك، رتب أوراقك كاملةً .. اكتئب، احزن فنوائب الدهر لم تترك إنسانا دون زيارة، كأنها فرد من عائلة متدينة صلة الرحم فيها مقدسة.
لكن لا تكن غبيا لدرجة أن تعتقد أن الأرض ستوقف دورانها لحزنك أو أن المآتم ستقام لك في خواطر من حولك..
ستفقد صديق عمرك..
سيخطق الموت آحبائك..
ستعيد السنة..
سيغيبك السقم..
وستعود لتجدهم من حولك يبتسمون بغباء و يتحدثون عن كل شيء إلا عنك .. فلا تحزن!
لا تنتظر من احد أن يتألم لألمك كأنه أنت .. ولا تبالغ في توقع ردة فعله لأجلك ولا تكن سادج..
فلا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه...لا يألم الجرح إلا من به الألم.
قناعة!





مذكرات إبن حي شعبي (2)


عزمت نفسي في واحدة من ليالي رمضان المتشابهة لفنجان قهوة في مقهى بجانب منزلي .. نفس المقهى حيث أمارس هواية الشرود المملة وهي نفسها التى أقضي فيها أغلب وقت تحضير إمتحانات الكلية .. أذاكر.
مقهى عادية جدا ، لكن ميزتها الوحيدة أنها لا تنقل مبرايات كرة القدم .. وهذا يعني ضجيج أقل .
يسكنها صمت فظيع قاتل إلا بعض الكراسي و الطاولات التي ثترثر خفية فيما بينها مصطنعة بذلك ضجيج للصمت . لا أعرف لما كان النادل يجمع أغلبها في حيز معين من المكان ويترك طاولة و كرسي واحد في ركن قصي من المقهى .. هنا بالضبط كنت أجلس .
طاولة و كرسي واحد .. حتى إحتمال أن يقاسمني غريب الطاولة و يأنس وحدتي منعني إياه النادل .. ربما لهذا السبب لا أحبه !
بإمكاني و أنا جالس في هذا الركن أن أشاهد كل شيء تقريبا ..
بنات الطابق العلوي .. بائعات الهوى كما يحلو للنادل تسميتهن .. دخان سجائرهن .. دمعاتهن التى طلقت السببية منذ زمن بعيد في لحظات شرودهن الطويلة .. لؤمهن .. ضجيج رنات هواتفهن الغبية .. يا ترى ما علاقة العاهرة المغربية و أغاني الخليج !؟
أن أشاهد العطاشة .. العاطلين عن العمل .. العاطلين عن الحياة .. المحللين لكل شيء تقريبا السياسي و السوسيوـ إقتصادي بأصواتهم المزعجة و نبراتهم الواثقة .. أشاهد من جاء مثلي لا يعرف لما ! .. أشاهد ذلك الرجل الذي كلما لمحته تذكرت درويش حين يقول : " هو لا يراني حين أنظر خلسة .. أنا لا أراه حين ينظر خلسة .. هو هادئ وأنا كذلك ".
لكن اليوم و على غير المعتاد ، تذب حركية غريبة في المقهى .. ما السبب ؟
لم أنتظر كثيرا حتى علمت أن الطابق العلوي من المقهى قد إستأجره الليلة رجلا يريد الإحتفال بعيد ميلاد إبنته هنا .. في هذا المكان البئيس.
لحسن حظي كل الطاولات قد إستأجرت إلا طاولتي و كرسيها الفرد . ترجلت نحوها بخطوات لا يسمع حثيتها، فجلست بهدوء.
عائلة بكل أفاردها يحتفلون ..
عبارات التهاني التى تردد على مسامع المحتفل به و موسيقى اعياد الميلاد البليدة تملأ المكان .. أكاد أسمع صوتا من بعيد يرحب بالفتاة في عشرينيتها الأولى .. في عقدها الثاني .
فتذكرت الثلاثة و العشرون سنة التي عشتها .. أعيش منذ زمن .. قاربت ربع قرن .. كيف سمحت لهذا أن يحدث !؟
أعياد ميلادي الأربع الأخيرة إحتفلت بها هنا ووحيدا في هذا المكان . أتبرع على سنواتي بحلوة و أشعل شمعة، أذكر أني في كل مرة كنت أجلس أراقبها وهي تحرق نفسها حتى أخر ومضة ، لا أعرف ما المتعة في رؤية شمعة تموت ببطء حقا لا أعرف ، ربما هي سعادة مصطنعة مستمدة من آن هناك من يحترق لأجلي .. حتى ولو كانت شمعة .
وضعت ديوان درويش جانبا و تناولت قهوتي ، لي و القهوة طقوس خاصة .. أشربها في جرعات متتالية و سريعة .. أنهيتها و فتحت الديوان : محمود درويش يرفع صوته بأن " ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻻ‌ ﺗُﺸﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ، ﺍﻟﻘﻬﻮﺓٌ ﺃﺧﺖ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗُﺤْﺘَﺴﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ، ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺬﺍﻕ، ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ، ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺗﺄﻣّﻞ ﻭﺗﻐﻠﻐﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻓﻲ ﺍﻟذﻛﺮﻳﺎﺕ " .. أبتسم و أهمس : " القهوة الباردة طعمها كطعم الاستيقاظ المتأخر من النوم .. تفقد بكارتها كما يفقد اليوم عذريته ببزوغ شمسه و إنجلاء فجره .. لا طعم يبقى له و لا لها ! القهوة تشرب في حال تحضيرها قبل أن تدنسها الكلامات " و أنصرف .

مذكرات إبن حي شعبي (1)


مذكرات إبن حي شعبي ..
وهل لإبن هذه الأحياء ذكرى يدونها غير البؤس و الحزن و صولاته و جولاته مع " الزمان " ؟؟
وهل له ما يشاطره مع الناس سوى الحرمان و الحيف و ضلم الأعادي و الأقاصي في سلم السلطة له في جميع المستويات .. ؟؟
يرد صاحبي حين طرحت هذا عنوانا يكون لسطوري هاته  آطلب رأيه .
فقلت : نعم هناك ..
لكن ما تذكره الآن ظروف نعيشها .. وتشخيص لواقع  غاب عنك تفاعل هذا الإنسان معه .. وهذا ما يهمني!!
كثيرة هي ذكرانا .. كثيرة هي مذكرات كل إبن حي شعبي في هذا الوطن ..
لن أكتب يا صاحبي لألعن الضروف .. لن أدون لأبكي قدرنا و إن كان جزء من أهداف سطوري هذه و القادمة يرمي لتعريف فئة من الناس يجمعنا معهم وطن واحد .. كلية واحدة عمل واحد .. لا يعرفون عن أحيائنا سوى أسمائها  سوي الفتات .. هم بمعزل عن الطبقة السفلى تفكيرا و شعورا و نمط عيش ـ إلا من رحم ربي ـ .. يخيل لهم أن المغرب ما هو  إلا  مدنه الكبرى و أحيائه ' الراقية ' .. غاب عنهم أن بين كل مدينة و مدينة كاريان و عروبية  بهم ناس ولهم حياة .. غاب عنهم أن بجانب كل مدينة ! مدينة هامشية معدوم فيها أبسط متطلبات الحياة الكريمة .. أحياء نخرها الفقر و هشم ناسها .
غاب عنهم أن بداخل مغرب " الأخبار " و الخطب الرسمية " أخر منسي " .. يستحق أكثر من الأول إسم  وطن .. وإن كانوا الإثنان وطني .
كما قال لي السي علال يوما رحمه الله : " صحيح نحن فقراء و نحن الأغلبية لكن نصيبنا من الحياة أقل من القليل .. صحيح أن في حينا من تنتهي ليلته كما إنتهت ألوف من لياليه .. لا فائدة ولا آمل .. صحيح أننا هرمنا ولم تأتي اللحظة بعد لكن ...
أملنا في الله أقوي .. و أملنا في جيل منهم  وعى الظروف و إستقام الحلم في ذهنه ليس من القاعدين المتخلفين السلبين المتفرجين على مايجري في الحي و المدينة لهم قضية لهم حاجة و حلم .. و إن كانوا قلة .. فكم من قلة صنعت العجائب "
إبتسم صاحبي و قال حسنا  كتب كتب و هنينا :)
مذكرات إبن حي شعبي (1) .. يتبع !!

رتابة .. و قرار تغير


أكره الرتابة .. أمقت العيش على نغمة واحدة .
لكن هذا ما وجدتني أصنعه منذ مذة .. لماذا !؟ لا أعلم ..
أجلس في نفس المقهى .. أطلب نفس نوع القهوى .. أسمع أغاني مملة لا يعجبني جل كلماتها .. و مع ذلك لازلت أسمعها .. أسمعها حتى و ٱنا أكتب هذه الكلمات.
نفس الكتاب أطالعه منذ أسبوعين تقريبا .. نفس الوجوه من حولى مهما إختلف لون بشرتها أو عدد تجاعيدها إلا ٱني لا أرى أمامي إلا وجه واحد بملامح بالية ٬ عابسة .. لا توحي بشيء سوى بشعور " الجوع "! .. جوع إنساني .. جوع فكري .. أخلاقي .. إقتصادي .. جوع جنسي .. حتى صرت مؤمن أن هذا الشعور ـ الجوع ـ هو حقا من يحكم العالم.. تبا !
كانت هذه كلمات قد كتبتها منذ مدة..
نعم منذ مدة و أنا أتخبط في هذا الروتين الممل.
المكان : أمام باب غرفتي .
الزمان : اليوم ٬ التاسعة و نصف صباحا،
أُخبرت أنني قد قررت التغير.. أُخبرت لأني لا أعرف صاحب ذلك الصوت الذي يخبرنا أن عقلنا قد قرر شيء لنا .. ربما هو لمجموعة من الخلايا العصبية المشاكسة من يعرف؟
قررت التغير و الثورة على نفسي!
ـ سأمسح كل تلك الملفات الصوتية من على حاسوبي و هاتفي النقال .
ـ سأحدف كل قنواتهم الرسمية .. مللت مسرحيتهم المملة التي ضعنا وسط فصولها : سؤال السيد النائم و جوان معالي الوزير .. و من بعد !! الله أعلم.
سأمسحها جميعا لأنها تذكرني بخيبة وزير شاب .. أقسم و ووعد و أخلف.
ـ سأمزق جرائدهم .. كتبهم التي أبلغ ما فيها بياضها.. سأمت إنبطاحهم مللت ركوعهم و سجودهم لغير خالقهم .
مادامت لنا هذه الإمكانية فلما لا نجربها مرة مرة؟ لا خوف من الجديد .. فالجديد دائما يحمل جديدا.
خلاصة تدوينتي :
من الحكمة أن نقف أحيانا لنتنفس خارج هذا الكم الهائل من تفاصيل حياتنا اليومية .. نقف لنفكر و نأخد موقف أو مواقف نرجع من خلالها لحياتنا معناها.

عن المذاكرة و أشياء أخرى


مرت فترة الإمتحانات بسلام أو أحسبها كذلك ( تفائلوا بالخير تجدوه) وها نحن نقف مودعين هذه السنة الدراسية المتعبة المرهقة.
وكباقي الطلبة .. عندما تنهي أخر إختبار تحاول الإنفراد بنفسك للحظة لتضع برنامجك لليوم القادم .. و هذا ماكان .
حسناً .. سأعود للمنزل .. سأنام قليلا .. ثم أشاهد فلما ثم أخلد للنوم مرة ثانية .. وهذا ما لم يكن..لا عليك فمن منا لازال يفي بوعوده و إلتزاماته.. 
المهم ما سأدون لأجله اليوم .. أمر أضنه حصل و يحصل عند عدد مهم من الطلبة أو كل من يقوم بعمل يلزمه الجلوس بالساعات ' مخرجا ' عيناه في كتاب ما.
سأتكلم عن لحظات المذاكرة..
المذاكرة بقدر ما هي متعبة هي ملهمة أيضاً.
ٱترك البوليكوب مفتوحا أمامي (ذلك الملعون  لتلك المادة الملعونة ) .. و أترك ذاك الكم الهائل من الأمراض التي يجب حفضها و أسرح في أصل الكون و بداية الخلق .. أو التأمل في جدلية الثورة و الثروة مثلا .. ويبدأ العقل في شطحاته التي لا تنتهي إلا بعد الساعة أو الساعتين.
أخر محطات المذاكرة .. عفوآ لحظات التأمل  كانت في السؤال الفلسفي ـ ماذا لو رحلت عنا الألوان؟
إستفزني السؤال فقررت محاولة الإجابة عليه .. وكان الأتي : بتلقائية طبعا وبساطة وسداجة أحيانا ..
ماذا لو رحلت عنا الألوان ؟
ـ تزداد مشاكل السير 
ـ أمي لن تستطيع الرد على الهاتف ( الزر الأخضر و صديقه الأحمر أصبحا من الماضي :D )
ـ مهنة الطلائين ستنقرض 
ـ ستُفضح الشعيبية الطلال الله يرحمها ! أمزح فقط 
ـ الحمد لله سأعفى من السؤال الفلسفي : " مالك تزنڭتي !؟ " 
ـ و أخيرا ستتاح لي فرصة الإنتقام من حسن مول الحانوت .. سأبدل تلك 'البوطة' الحمراء الحقيرة بالأخرى الزرقاء التي لا تنتهي بسرعة كما تقول جدتي :) 
ـ مساكين أيها الأساتذة .. حان موعد فراق القلم الأحمر ، لم يعد نافعاً.
ـ أجهزة الكشف الحرارية تتحول إلى خردة 
ـ سيرتفع عدد قتلى مرض الكبد .. و فقر الدم .
ـ سنودع و إلا الأبد عقدة ' الخطوط الحمراء ' .. لكني أشك في هذا .. أكيد ستعوض بأخرى سوداء هذه المرة .. على الأقل سنرتاح منها ولو للحظات.
ـ لا معنى سيبقى للغروب .. يفقد سحره بفقدان ألوانه .. يا حرام !
ـ لكن المكشل الذي يقض مضجعي هو : كيف سنفرق حينها بين البرقوق و المشماش؟ .. يستحق لقب لغز حقبة ما بعد الألوان هههه 
إنتهت جولتي في عالم الألوان التي دامت 37 دقيقة بصوت أبي الذي يناديني لتناول العشاء.
و أنا في طريقي للمائدة لألبي نداء الأب و البطن .. إنقطع الكهرباء فقفز إلى ذهني السؤال الأخر : ماذا لو رحل عنا الكهرباء؟
هههه لا تخافوا لن أفعلها وأعذبكم بتدوينة مملة أخرى كهذه:D

حافلة الحياة


بدأت الدراسة و أهملت الكتابة .. أمر عادي فهكذا أنا !
في الحافلة المزدحمة بالركاب و في طريق عودتي للمنزل .. أحس بملل شديد .. وضعت سماعات الأذن في أذناي بدون أن أشغل الجهاز أو الإستماع لشيئٍ معين .. وضعتها فقط لتفادي الدخول في حوار مع السي علال .. الرجل الذي يجلس بجانبي و يقطن بجانبي  و يعمل بالقرب من الكلية التي أدرس فيها .
' السي علال ' عجوز من جيل ما قبل الإستقلال .. آختلف معه في جل أفكاره تقريبا .. رجل يعارض فقط من أجل المعارضة ،
لهذه الأسباب و زد عليها أني كائن غير إجتماعي أثرت التظاهر أني مشغول على الكلام معه .
لكن و بالرغم من هذه المسرحية التنكرية التي كنت بطلها .. لم يهدأ السي علال إلا بعد أن كسر الصمت المفروض بيني و بنيه ليقتحم علي خلوتي و يخرجني من ضيافة نفسي ويقلب علي المواجع و يسألني :
ـ كيف كان يومك يا إبني عزيز !؟
ـ كان يوم طويل .. متعب شاق وما شأت من مرادفات القهر و التذمر .. حقاً مر وكأنه مجموعة كلفت بإغتيالي فلم ترنِ على رأي البرغوثي .
ـ أ البرغوثي الذ لم تفرج عنه ' إسرائيل ' في صفقة الذل الأخيرة مع خوانجية غزة ؟؟
ـ صفقة الذل .. خوانجية غزة !!؟ السي علال يبدو لي أننا سنعود لمعركتنا الأزلية و نقاشنا الطويل من جديد .
صمت قليلا ثم همست له قائلا :
ـ لا شك ان ركاب الحافلة قد أُزعجوا اليوم بما فيه الكفاية و الدليل العبس المسيطر على محياهم .. فلا داعى لنعذبهم نحن أيضا بنقاشنا ' الخاوي ' .. على العموم البرغوثي هذا شاعر فلسطيني وليس البرغوثي الذي لم يفرج عنه الكيان الصهيوني في صفقة الفخر مع رجال غزة .
إبتسم السي علال ثم حاد بنظره عني و رمى به خارج الحافلة .
إزدحمت شاشة هاتفي بأرقام هاتفه و إسمه يعلوهم .. قطعت الخط ، ثم عاد هاتفي ليرن مرة أخرى
السي علال : رد !
ـ لا
ـ رد !
ـ قلت لا ... إشتقت إليه لكن جرحي أكبر من إشتياقي !
ـ جرحك !؟ أنا أعرفك .. هي خيانة إذن ؟
ـ تماماً
ـ مما علمتني الحياة يا ولدي :
إذ لم تستطيع أن تقدم شيئ  للأخر  تسعده به .. فقط لا تخونه ، فطعم الخيانة مر وجرحها لا يبرى مهما طال العمر و مهما توالت الأيام .
ـ صدقت السي علال !
عم الصمت بيني وبينه لمحطتين أو أكثر ..
وها نحن إقتربنا من محطتنا الأخيرة .. وقفت بجانب الباب إستعدادا للنزول .. السي علال لم يبرح مكانه قط ، حياني و قال : أريد ما بعد المحطة .. لدي ما أقوم به هناك .
رددت عليه التحية و إنصرفت .
اليوم الثاني ..
مر كسابقه .. بروتينه بتفاصيله جلها .
في طريق عودتي أخدت الحافلة كالمعتاد المملوءة عن أخرها كالعادة .. بحث بداخلها عن السي علال فلم أجده .. فحمدت الله على الأقل لن ألعب دور المشغول هذا اليوم .
عند وصولي لباب منزلي .. لا أعرف لما إنتابني شعور غريب دفعني للذهاب في إتجاه منزل السي علال .
في العادة منزل السي علال غالبا ما يكون مقفول الباب و النوافد ، شكله الخارجي يوحى بأن الحياة قد هجرته منذ زمن .
لكن هذا اليوم و على غير العادة فالمنزل مملوء بعدد هائل من النساء يبكون و رجال يسترجعون و صغار أحدهم يسأل من أين  الطريق إلى المقبرة و أخر متى يقدمون الكسكس .
سألت و بنبرة تخالجها رغبة مجهولة في البكاء : ماذا يجرى هنا !؟؟
فتهاطلت علي الأجوبة كالصواعق ..
السي علال مات ..
 مات السي علال ..
ثم إنقطعت  الكلمات .. و توقف الزمن بالنسبة لي و عم البياض و مات السي علال .

...
تكلم مع الجميع و أعط وقتا للكل حتى وإن كنت تستصعب ذلك على الأقل حاول .. فالله وحده من يعلم أستلتقيان بعد لقائكم هذا أم أن طرف منكم سيكون غائب و إلى الأبد .
سلامي !

حوار مع صديقي المعطل


صعب أن تكون بلا عمل .. لست مختاراً بل مجبراً على ذلك ، و الأصعب أن يكون هذا بعد أن قضيت زهرة شبابك في الدراسة و الكد و الجهد .. بعد سنوات طويلة و قاسية من التحصيل تمني النفس بوظيفة تجعلك تحس أن جهدك لم يذهب سداً .
صعب أن تقف مكتوف اليدين لتشاهد زهور شبابك تنتزع واحدة تلو الأخرى يوم بعد يوم ليحل محلها شوك البطالة و العطالة .. و الأصعب أن ترى أحلامك تتبخر بسبب شخص نكرة في ساحة العلم ليس له شهادات سوى شهادة الإزدياد بها و بالخط العريض إسم عائلي على شاكلة الفاسي أو الفهري .
أطرق صديقي المعطل هنيهة ثم رفع رأسه نحوى وواصل قائلا :
' قريت حتى نسيت انا
وناديت حتى بحيت انا
قريت بالشمعة تال الفجر و راه داز العمر
مرة نطيح و مرة نعثر مبقالي صبر
واش قرينا باش نقطعوا البحر !؟
و البراني علينا يحجر '
إغرورقت عيناه بالدموع .. حاول إخفاء ذلك ، إعتذر لي مبتسما و قال إن عليه الذهاب فموعد المسيرة و إعتصام المعطلين قد إقترب ثم إنصرف .
قبل أن يصعد إلى الحافلة  إلتفت وكأنه نسي أن يقول لي شيئ مهم .. رفع يده في الهواء ولاح لي بإشارات عرفت منه بعد ذلك في المستشفى أنها كانت شارة النصر وأن كلماته السابقة كانت لأغنية لمجوعة السهام.
السلام !

خاطرة .

لما طالبت إلى جانب أخرين بإلغاء مهرجان موازين كان ذلك نابع من إعتقادي بأن الميزانية التي ترصد له يمكن أن تغطي نفقة مشروع أو مشاريع إجتماعية حقيقية لا ينكر عاقل حاجتنا إليها ( في التعليم .. الصحة .. السكن ).
مثال مشروع قفز إلى ذهني و أنا أشاهد حلقة من برنامج خواطر 7 للمبدع أحمد الشقيري ( الفديو أعلاه ).
تعميم الرعاية الصحية في المدارس.. لما لا ؟ ألا نستحق ذلك ؟ أ 'العفن' أولى أم صحة أبنائنا ؟


الضياع !


مواضيع كثيرة .. و أحداث مثيرة ، مغرية جدا للقيام بفعل الكتابة .. مثيرة الى حد أن لعاب القلم يسيل لجادبيتها ، لكني لا أكتب .. وليست لدي الرغبة في ذلك ( على الأقل الآن ) .. وكلما عزمت أن آكتب يقف شيئ بداخلي .. شيئ صلب تتكسر عليه كلماتي لتنتهي حروف مبعثرة هنا و هناك !
أخطط  وأخطط ثم أخطط .. ولا ألتزم بما خططت .
لماذا ؟
أين العيب ؟
لا أعلم .. ربما عندي أو عندي .. المهم العيب في لأني المخطِط و المخطَط له معا !
آقرر ولا ألتزم .. آعاهد نفسي ولا آفِ .. ربما هي حالة مرضية أمر بها .. حالة من اللاقرار و اللالتزام و اللاعقل تماما .
عقلي مهاجر لا أعلم أين ؟
تفكيري مشغول لا أدري بما ؟
أحس وكأني محتل من طرف مستعمر إسمه أنا .. أنا غير أنا الذي أنا هو والذي أريد !
أريد الكثير الكثير حتى نسيت ما أريد و ما لا أريد .
سقطت في فخ التسويف حتى هوى بي في حفرة التوتر .. آكاد أجن عندما أتوتر ، لكن لولا يقيني لهلكت .. لولا علمي أنه مهما طال الليل فلا بد له آن ينجلي ولا بد للفجر أن يبزغ لفنيت ولخارت قواي .
سأرمي القلم .. وسأمزق الورقة .. وسأشغل أغنيتي المفضلة ..
إشتدي يا أزمة تنفرجي ..
 قد آذن ليلك بالبلج ..
وظلام الليل له سرج ..
 حتى يغشاه أبو السرج .
السلام !!

لعنة الثقافة


لا يختلف إثنان  أن للقراءة ثمرات و حسنات لا تحصى ولا تعد .
القراءة جواز مرور يتيح لك التنقل من قارة الى قارة .. من حضارة الى حضارة دون عناء سفر ولا مشقة طريق .
القراءة مركبة فضائية مجهزة تسافر بك عبر الزمن تقدما أو رجوعا الى الماضي ( حتى أضحت تنافس تقوب ستيڨن هاوكين ).
القراءة شئ جميل .. تهذب الروح وتسمو الفكر .. لكنها احيانا تكون سبب شقاء و عذاب .
عندما تقرأ عن أخلاق اليابان .. عن حقوق البشر في دول تحترم مواطنيها .. عن دمقراطية الكيان الصهيوني ( على الأقل داخليا مع شعبه ) .. عن تقدم بلدان أخدت إستقلالها في فترة حصولنا عليه .
عندما تقرأ سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وتسمع حديثه ـ لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ـ
عندما تقرأ سيرة عمر الفاروق .. و سيرة عمر بن عبد العزيز .
أكيد أنك ستحاول إسقاط ما قرأت على واقعك حينها ستصدم لأنك  ستقف عند حجم الهوة ويتبادى لك عدد السنوات الضوئية التي تفصلنا تأخرا عن ؤلائك و عن هؤلاء .. وعندها ستسمع صوت يناديك و يقول ـ مرحبا بك في نادي الأشقياء ـ .
الآن أحسب أ ني وجدت جواباً شافياً لسؤال لطالما حيرني منذ الطفولة .. لماذا المثقف رجل حزين ؟
صدقا ، قد صدق المتنبي حين قال : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم .
لعنة الثقافة تبقى مؤقتة و شقائها شقاء زائل لأنهما ينجليان لحضة الخروج من مرحلة الإسقاط و التشخيص لخوض رحلة العلاج و البحث عن الحل .
خلاصة فكرتي :
إقرأ .. إقرأ .. ثم إقرأ .
شخص المشكل لكن لا تكتف بهذا فقط ..
بل تقدم خطوة الى الآمام وإبحث عن الحل لتساعد ولو بفكرة في العلاج !
حينها ستسمع صوت أقوى من الأول يصدع .. أهلا بك في نادي المفكرين .
السلام !!

الشيطان يحكم


كثيرة هي الكتب التي نقرأها .. لكن قليلة و نادرة تلك التي تأسر عقولنا و تحتل فكرنا و ترغمنا على إعادة قرأتها مرة أخرى .
كتاب " الشيطان يحكم " لمؤلفه الدكتور الطبيب الفيلسوف مصطفى محمود .. واحد من الكتب التي أعجبتني لدرجة أني قرأته أكثر من مرتين .
كتاب " الشيطان يحكم " عبارة عن مجموعة من المقالات كتبت بأسلوب رائع .. من خلاله رصد الكاتب مشاكل كثيرة في حياتنا بأشكال متنوعة و ناقش أراء و نظريات ذاع صيتها في الماضي .. بل ولازال إلى يومنا هذا .
تحدث عن الفكر المادي .. و أكذوبة الصدفة .. و رد على أباطيل المادين بجملة من التأملات الدقيقة و الحقائق الثابتة .
تحدث عن الطبيعة .. و لمس بتدبراته أثر الرعاية و الرحمة الإلهية بمخلوقاته .. و تحدث عن علم الجهل .. و عن جهل العلم .
تكلم عن إفلاس الحضارة المادية .. و أنذر بغرق المركبة الحضارية إن استمرت بتبني الفلسفة المادية.
تكلم عن الآلة الإعلامية للغرب و كيف يستعملها – الغرب-  لترويج أفكاره .. و تزوير الحقائق و نشر التميع و الدعارة الملونة تحت يافطة الفن و السينما كخطوة أولى نحو السطو على العالم .
ناقش جدلية الحب و الجنس .. و فلسفة المرأة و نظرتها للرجل و الزواج .
تحدث عن الجمال و عن الجمال الاصطناعي .. و عن أسرار الحروف ( تأملات راااااائعة !!!  .. فقرة أعجبتني ) .
ناقش فلسفة الحياة .. فلسفة الموت بأسلوب يجعلك تعتقد و كأنك تسمع كلمة موت أو حياة لأول مرة .
ناقش وحدة التكوين المشتركة لدى الإنسان .. النبات .. الكواكب .. الشمس .. النجوم .. ليخلص إلى أن هذه الوحدة ما هي إلا أصبع يشير بثبات إلى وحدة الخالق .
ناقش الإنسان من جميع جوانبه .. ماهيته .. روحه .. عمقه بعد التحرر من طبقتي الثياب : الملابس و المظهر الخارجي .. ومكانته الحقيقية في هذا الكون الفسيح .
ناقش كذلك فلسفة " فرويد " الذي أسماه الرجل المريض .. و دحض نظريته " نظرية الحافز الجنسي " بأدلة و براهن دامغة .
في الأخير حكى قصة وصوله إلى قراره أن الإنسان مخير لا مسير .
تحدت الكاتب عن مواضيع كثيرة أخرى بأسلوبه البسيط التلقائي .. لكن كان هذا كل ما لصق بدهني .. و علق بذاكرتي .
قرأتك للكتاب ستغير لا محالة من نظرتك للحياة .. كيف لا و انك ستشاهد العالم بعيون عالم ارتشف من جنون العلم .. و ذاق حلاوة الإيمان .
فإذا كنتَ لا تحبّ القراءة فاقرأ لمصطفى محمود تعشقها .. وإذا كنتَ تستصعب الفلسفة فسافر مع مصطفى محمود تهواها ..  وإذا كنتَ ” صفرًا ” على الأرض فانهل من كتب مصطفى محمود لترتفع إلى السماء .
هام :
لم أعرف الكاتب لأن د. مصطفى محمود أكبر من أختصر سيرته في سطر أو سطرين .. لهذا أنصح من يهتم بأن يستجدي أحد محركات البحث ليتعرف عن قرب على الكاتب .. انه شخصية حقا تستحق المعرفة .
إلى اللقاء ومع كتاب جديد إن شاء الله .. السلام.

يا أيها الوطن ..


يا أيها الوطن .. والله ما خرجنا وما رفعنا أصواتنا في شوارعك إ حتجاجا إلا لأننا نحبك و نتحسر لحالك و أنت تهرول بخطوات متسارعة نحو حفرة قد لا تنجو من وقعتها إلى الأبد .
يا أيها الوطن .. والله ما خرجنا إلا لأننا مللنا أيادٍ ظالمة .. لا ترحم صغيرا .. ولا تعطف على كبيرٍ .. ولا تطعم جائعا  .. ولا تكسي عاريا .. ولا تواسي فقيرا.
يا أيها الوطن .. والله ما خرجنا إلا لأننا كرهنا عيشا هو الموت أشبه منه بالحياة.
يا أيها الوطن .. ما معنى الحياة لو كانت بلا مساواة .. بلا كرامة .. بلا عدالة بلا شرف ؟؟ .. " عامــرة حكرة ".
يا أيها الوطن .. خدعوك فقالوا .. إن تقدم شعبك ، ورقي أبنائك لا يعني إلا أن تكون  بطونهم مملوءة أكلا و " شرابا " .. فهتممت ببطوننا و أهملت عقولنا .. ونسيت أننا لا نحيا فقط لنأكل و نشرب .. و نسيت أن الحرية أحب إلينا من الخبز .. و الكرامة والعدالة و المساواة أحب إلينا من الماء .. ونسيت  أنك أحب إلينا من كل شيئ.
يا أيها الوطن .. إن كُتاب التاريخ قد علقوا أقلامهم بين أناملهم .. و وضعوا صحائفهم بين أيديهم .. وإنتظروا ماذا تملوا عليهم من حسنات أو سيئات .. فوالله ما أردنا بك إلا الحسنات فلا ترد بنا غير ذلك .
يا أحرار الوطن .. إن الله وعدكم النصر ووعدتموه الصبر .. فأنجزوا وعدكم ينجز لكم وعده.
و السلام.

مدونات اتابعها

الزيارات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

اخر التدوينات