لعنة الثقافة


لا يختلف إثنان  أن للقراءة ثمرات و حسنات لا تحصى ولا تعد .
القراءة جواز مرور يتيح لك التنقل من قارة الى قارة .. من حضارة الى حضارة دون عناء سفر ولا مشقة طريق .
القراءة مركبة فضائية مجهزة تسافر بك عبر الزمن تقدما أو رجوعا الى الماضي ( حتى أضحت تنافس تقوب ستيڨن هاوكين ).
القراءة شئ جميل .. تهذب الروح وتسمو الفكر .. لكنها احيانا تكون سبب شقاء و عذاب .
عندما تقرأ عن أخلاق اليابان .. عن حقوق البشر في دول تحترم مواطنيها .. عن دمقراطية الكيان الصهيوني ( على الأقل داخليا مع شعبه ) .. عن تقدم بلدان أخدت إستقلالها في فترة حصولنا عليه .
عندما تقرأ سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وتسمع حديثه ـ لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ـ
عندما تقرأ سيرة عمر الفاروق .. و سيرة عمر بن عبد العزيز .
أكيد أنك ستحاول إسقاط ما قرأت على واقعك حينها ستصدم لأنك  ستقف عند حجم الهوة ويتبادى لك عدد السنوات الضوئية التي تفصلنا تأخرا عن ؤلائك و عن هؤلاء .. وعندها ستسمع صوت يناديك و يقول ـ مرحبا بك في نادي الأشقياء ـ .
الآن أحسب أ ني وجدت جواباً شافياً لسؤال لطالما حيرني منذ الطفولة .. لماذا المثقف رجل حزين ؟
صدقا ، قد صدق المتنبي حين قال : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم .
لعنة الثقافة تبقى مؤقتة و شقائها شقاء زائل لأنهما ينجليان لحضة الخروج من مرحلة الإسقاط و التشخيص لخوض رحلة العلاج و البحث عن الحل .
خلاصة فكرتي :
إقرأ .. إقرأ .. ثم إقرأ .
شخص المشكل لكن لا تكتف بهذا فقط ..
بل تقدم خطوة الى الآمام وإبحث عن الحل لتساعد ولو بفكرة في العلاج !
حينها ستسمع صوت أقوى من الأول يصدع .. أهلا بك في نادي المفكرين .
السلام !!