مذكرات إبن حي شعبي (1)


مذكرات إبن حي شعبي ..
وهل لإبن هذه الأحياء ذكرى يدونها غير البؤس و الحزن و صولاته و جولاته مع " الزمان " ؟؟
وهل له ما يشاطره مع الناس سوى الحرمان و الحيف و ضلم الأعادي و الأقاصي في سلم السلطة له في جميع المستويات .. ؟؟
يرد صاحبي حين طرحت هذا عنوانا يكون لسطوري هاته  آطلب رأيه .
فقلت : نعم هناك ..
لكن ما تذكره الآن ظروف نعيشها .. وتشخيص لواقع  غاب عنك تفاعل هذا الإنسان معه .. وهذا ما يهمني!!
كثيرة هي ذكرانا .. كثيرة هي مذكرات كل إبن حي شعبي في هذا الوطن ..
لن أكتب يا صاحبي لألعن الضروف .. لن أدون لأبكي قدرنا و إن كان جزء من أهداف سطوري هذه و القادمة يرمي لتعريف فئة من الناس يجمعنا معهم وطن واحد .. كلية واحدة عمل واحد .. لا يعرفون عن أحيائنا سوى أسمائها  سوي الفتات .. هم بمعزل عن الطبقة السفلى تفكيرا و شعورا و نمط عيش ـ إلا من رحم ربي ـ .. يخيل لهم أن المغرب ما هو  إلا  مدنه الكبرى و أحيائه ' الراقية ' .. غاب عنهم أن بين كل مدينة و مدينة كاريان و عروبية  بهم ناس ولهم حياة .. غاب عنهم أن بجانب كل مدينة ! مدينة هامشية معدوم فيها أبسط متطلبات الحياة الكريمة .. أحياء نخرها الفقر و هشم ناسها .
غاب عنهم أن بداخل مغرب " الأخبار " و الخطب الرسمية " أخر منسي " .. يستحق أكثر من الأول إسم  وطن .. وإن كانوا الإثنان وطني .
كما قال لي السي علال يوما رحمه الله : " صحيح نحن فقراء و نحن الأغلبية لكن نصيبنا من الحياة أقل من القليل .. صحيح أن في حينا من تنتهي ليلته كما إنتهت ألوف من لياليه .. لا فائدة ولا آمل .. صحيح أننا هرمنا ولم تأتي اللحظة بعد لكن ...
أملنا في الله أقوي .. و أملنا في جيل منهم  وعى الظروف و إستقام الحلم في ذهنه ليس من القاعدين المتخلفين السلبين المتفرجين على مايجري في الحي و المدينة لهم قضية لهم حاجة و حلم .. و إن كانوا قلة .. فكم من قلة صنعت العجائب "
إبتسم صاحبي و قال حسنا  كتب كتب و هنينا :)
مذكرات إبن حي شعبي (1) .. يتبع !!